فنون

بنزرت: غنّت نجاة عطية باقتدار وانتشى الجمهور… ليسدل على الدورة الستار

مواكبة: الأمين الشابي

مسك الختام، للدورة 41 لمهرجان بنزرت الدولي، أثثتها الفنانة الرقيقة نجاة عطية مع كل عناصر الفرقة التي تعد حوالي 46 عنصرا بين عازفين ومرددين، وذلك أمام حوالي 4 آلاف متفرج قدموا متعطشين للفن الجميل والكلمات الراقية واللحن العذب.

انطلق الحفل مع حوالي العاشرة والنصف ليلا من يوم الثلاثاء 20 أوت 2024 وذلك بتقديم لمسة وفاء لروح الفنان الراحل فيصل رجيبة، ابن بنزرت، وذلك ببث شريط، عبر شاشة عملاقة، يوثّق لبعض محطات حياته الفنّية وبعض أغانيه. هذه اللفتة الكريمة تعتبر اعترافا لمن قدم للفن عمره ووقته وصوته وألحانه، استحسنها الحضور وقابلها بالتصفيق.

نجاة كانت في يومها غناء وأناقة وحضورا

ما إن اعتلت الفنانة نجاة عطية الركح، وهي في أشيك لباس وأحلى مظهر، حتى استقبلها الجمهور بالتصفيق والتهليل وكأنّه متعطش لفنها الأصيل وصوتها الجميل، وهي التي غابت عنه لأكثر من عقد من الزمن. انطلقت الفرقة، التي تعد حوالي 46 عنصرا، بين عازف ومردد، بقيادة المايسترو يوسف بالهاني، وأوّل ما خاطبت جمهورها بالقول ” آش تحبوا نغنيكم، أنتم تطلبوا وأنا غنّي” وهو ما زاد في حماسة الجمهور وانصهاره في الجوّ. لتكون الأغنية الأولى ” حبّي وينو ” وهي أغنية جديدة لنجاة عطية، ثمّ تتحفه بأغنية ” ميلالك” و ” مع اني سبتو ” و ” خليني جنبك” ” نفس المكان ونفس الزمان ” و ” أخاف عليك” و وقد انغمس الجمهور في هاته الأجواء مرددا معها أغانينا و ملوحا بأياديه ومصفقا بكل حرارة مع كلّ نهاية أغنية. وصولا إلى ” شمس النهار ” وهي الأغنية التي تماهى معها الجمهور كثيرا ورددها معها ورقص على أنغامها.
1

ثمّ تغني لأم كلثوم ” دارت الأيام” فينتعش الجمهور الذواق لمثل هذا النوع من الأغاني الجميلة كلمة ولحنا، ويتماهى معها. وأمام هذه الأجواء المنعشة لسهرة الفن الجميل للزمن الجميل، تضيف نجاة عطية أغاني أخرى على غرار ” كتبتلي على جبيني ” و” عيونك سود جلابة ” و ” علاش الغنية عاشقة زوالي” لينساب الجمهور الحاضر وينصهر في تلك الأجواء في جو من الانسجام التام مع كل ما قدمته نجاة من طبق متنوع من أغانيها. بل إلى درجة أن توجهت مجموعة من الحضور للفنانة بالقول ” لا تغيبي مجددا فتونس في حاجة إلى أمثالك” لتجيب نجاة عطية على ذلك بالقول ” بيكم أنتم وبمحبتكم ماعادش باش نغيب ” بدون أن نهمل ذكر حادثة لما كتنت نجاة تغني تمثلت في أن أحد محبيها اغتنم الفرصة واعتلى الركح وأخذة صورة معها بهاتفه الجوال.

الجمهور: سهرة من أحلى السهرات

ما لاحظناه وأن الحضور كان متوازيا تقريبا بين عدد النساء والرجال، على عكس العروض السابقة والتي كثيرا ما ان فيها عدد الجنس اللطيف يفوق بكثير عدد الرجال، وهذا دليل آخر وأنّه حين تكون العروض راقية بنوعية الأغاني لحنا وكلمة وأداء، يكون الحضور من قبل الجنسين. وعليه سألنا بعض الحضور، عند اختتام الحفل، عن رأيهم في حفل نجاة عطية، وكانت الردود تقريبا كلها متجانسة ومجمعة على أنّ هذه النوعية من الحفلات تعيدنا إلى الزمن الجميل والكلمة الأجمل واللحن العذب، وذلك بعيدا الهرج والمرج والضجيج والصياح التي تعتري بعض الحفلات.
هذا وأكدّ بعض الحضور وأنّ الفنانة نجاة عطية قادرة على المزيد من العطاء في مجال الفن ونتمنى أن تعمل على ملء الفراغ حتى لا يصعد الفن الهابط على حساب الفن الجميل.
2

كلمة الختام

نتمنى، وستار هذه الدورة عدد 41، قد أسدل بعد، أن تعقد الهيئة المديرة جلسة تقييمية، وإن أمكن بحضور الإعلام، حتى تقف على مواطن القوّة ومواطن الخلل خلال هذه الدورة وتعيد النظر خاصة في الجانب التنظيمي خاصة على مستوى المنصة الشرفية وإمكانية تخصيص مكان لائق للإعلاميين.
مع التأكيد و أن هذه الدورة خطت خطوات عملاقة في هذا المسار، دون أن تنسى، عند البرمجة للدورة القادمة، أن تراوح بين ما هو ثقافي وتجاري والعمل على إرساء توازن بين هذين الجانبين. هذا ولنا عودة مع نشر مقال تقييمي لهذه الدورة من أجل مساعدة الهيئة على إصلاح بعض مواطن الخلل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى