الأمين الشابي يكتب: عندما يعجز القلم واللسان والإنسان…
كتب: الأمين الشابي
أمام ما يجري على الساحة الفلسطينية من احترافية في القتل، على يد آلة الحرب الاسرائيلية مع من يمولهم و يشجعهم و يحثّهم على المزيد من الإجرام في حق الفلسطينيين بكل تلك البشاعة، يعجز اللسان عن التعبير والقلم عن الكتابة و تعجز الكلمات على وصف هذا الجنون وهذا الحقد…وهذا الصلف..
وحوش متعطشة
فهذا النوع من الاجرام الذي لا يأتيه إلاّ فاقد للقيم و فاقد للإنسانية و فاقد للتعايش السلمي مع أخيه الإنسان. فهؤلاء هم وحوش متعطشة لشرب الدماء البشرية، هدفهم القضاء على الجنس البشري و محق الذات البشرية و لأنّهم يبدون و أنّهم من طينة غير طينتنا، فلم يسلم منهم لا الأطفال و لا الرضع و لا النساء و لا الرجال ولا الشيوخ ولا الصغار. و لا المدارس ولا الكنائس و لا المساجد و البيوت و البنى التحتية، الكلّ تحت القصف والكلّ طالته الآلة العسكرية اللعينة وذلك بمباركة أمريكية و غربية عموما.
شذرات وأسئلة حارقة
أمام كلّ هذا العجز الذي أصاب قلمي و لساني ، سؤال واحد و وحيد يراودني و مفاده، من هو الإرهابي و من هم الوحوش البشرية الذي يروّج لها قادة الكيان منذ يوم 7 أكتوبر 2023؟ وللإجابة عليه، شخصيا تعبت من فهم نفسية صعاليك القرن 21 من هؤلاء الصهاينة. وعليه كتبت فيهم و في بعض العرب و الغرب أيضا هذه الشذرات التي قد لا تفي بما يختلج في صدري من براكين من الأسئلة الحارقة وهي كالتالي :
*من سيُحدثني عن حقوق الإنسان و تحضر الغرب مستقبلا سأرميه بحذائي ثمّ اعتذر لحذائي بعد ذلك لأنّي اعتبر نفسي بذلك الفعل أهنته.
*لا لوم على الغرب، فهو مستعمر سابق ومتعطش لشرب المزيد من الدماء البشرية، ولكن لم أفهم صمت القادة العرب وخنوعهم أمام كلّ ما يجري في حق اخوتنا في فلسطين.
*الإرهابي هو من يقتل الأطفال والشيوخ والرجال والنساء أمّا المقاوم هو ذاك الشريف الذي يدافع عن أرضه وعرضه و وطنه و يصدّ العدو المحتل. وشتّان بين المحتل والمقاومة؟
*هل نحن نعيش مع بشر مثلنا مثلهم أم مع وحوش متعطشة للدماء البشرية، تقتل و تهدم وتخرّب و تنتهك كلّ ما اعترضها، هذه الصورة بالضبط لهذه النوعية من المتوحشين المارقين ..
*من يوقف هؤلاء الوحوش البشرية، القتلة والمجرمين؟ فهل لا رادع لهم؟ و هم ينهشون اللحم البشري و يشربون الدّم البشري. أين نحن من هذه الوحوش؟
*أي مجتمع دولي هذا الذي نعيش إن لم تحرّكه كل هذه الدّماء وكلّ هذه الأشلاء وهذه الإبادة المستمرّة للشعب الفلسطيني؟ هذا تواطئ من الجميع مع هؤلاء لا غبار عليه؟
*القادة العرب يطالبون العالم الغربي للتحرك وهم لم يفعلوا شيئا ملموسا سوى الخطب والشجب والكلام الإنشائي. وجودكم أصبح عبئا على الشعوب؟
*المقاومة، وبعد كلّ هذا الذي يجري، خاطبت الصهاينة باللغة التي يفهمون وتقوم بحرب تطهير و تحرير شامة ممّن دنسوا المقدس و استوطنوا الأرض بالسلاح و الإجرام و الإرهاب.
*أ لا يعدّ تصريح أحد الوزراء الاسرائيليين بضرب غزّة بالنووي تأكيدا على امتلاك الكيان للقنبلة الذرية؟ فأين المنظمات المتخصصة لتفتيش هذا الكيان؟ أم تحرّكها يقتصر على العراق وايران؟؟
*الجامعة العربية، ” لو كان جاء فالح راو من البارح ” يكفي جعجعة وانتقلوا للفعل إن كنتم صادقين؟
*الآلة الحربية الصهيونية تحصد المزيد من الموت أمام مرأى ومسمع من العالم، فلتذهب قممكم ومجلس أمنكم ومنظماتكم المتخصصة إلى الجحيم؟
*الفعل الصادق و الكلمة الصحيحة ستقولها فوهات بنادق المقاومة و الباقي جعجعة لا فائدة ترجى من ورائها.. فاصمتوا و اخرسوا .. فالوقت وقت فعل لا هراء… و اسألوا عن خسائر العدو التي يتستّر عليها و ستفهمون الحقيقة على الميدان..
*يتحدث الغرب و الصهاينة على ما بعد غزّة، و كأنّهم حسموا أمر غزّة، ولكن من الواقعية، التحدث على ما بعد الكيان الصهيوني بعدما افتضحت هشاشته لو لا الأساطيل الأمريكية و المساعدات المختلفة له؟
*الغرب وأمريكا تحديدا اعتبرها مسيلمة الكذاب هذا العصر، كذبت على العراق فهدمتها و خربتها والآن تعيد كذبها لإزالة غزّة. ” يبطى شوية ”
*العدو مجرم و لكن السؤال ما نفع كل الترسانة العسكرية العربية المكدسة و التي نخرها الصدأ إن لم نحركها الآن؟ وما قيمة النفط إن لم نهدد به هذا الغرب المتصهين؟
*بعض القنوات الإعلامية المحلية أصبحت مثل سوق ” بومنديل لبيع الطناجر والكسارن ” والعدو يدّك فلسطين وأهل فلسطين، اعلام المجاري واعلام العار واعلام العراء لا يمثلنا؟
كلمة الختام
هذه بعض ما يختلج بصدري وأنا أتابع كلّ هذا الجبروت وكلّ هذا الإجرام وكل هذا الإرهاب وكل هذه النازية وكلّ هذا الصلف وكلّ هذا الحقد وكلّ هذا التعطش لشرب الدماء الفلسطينية..
وكل هذه الحرب الطاحنة التي يدور رحاها لأكثر من سبعة عقود، والشعب الفلسطيني بين شهيد وسجين وجريح بل محروم حتّى من أبسط حقوقه في حياة كريمة؟
أ ما آن الأوان لنيل حريته و العيش بسلام على دولته فلسطين الحرّة و المستقلّة والأبية؟ أ لا يكفه ما دفعه هذا الشعب من عمره و أجياله من تضحيات؟
إنّه من العار على مجتمع دولي يدّعي التحضر و التقدم أن تظل فلسطين دولة تعيش تحت الاستعمار الاستيطاني في القرن 21؟