إصدار دار الشنفرى الجديد: ‘اصمُتْ لأراك’ للشاعر أسامة حمري

صدر حديثا عن دار الشنفرى للنشر في تونس مجموعة شعرية جديدة للشاعر التونسي أسامة حمري بعنوان “اصمُت لأراك”، بغلاف للفنان السوري “رامي شعبو”.
ضمّت المجموعة أربع عشرة قصيدة وقعت في 48 صفحة، قياس 21/12سم. وقد جاءت القصائد في ثلاثة أجزاء، الأول: للأرزة ذاكرة، بثلاث قصائد هي:”على المرء أن يتخيّل سيزيف سعيداً”، الأسكفّة، فرح طائر. والجزء الثاني: “الأقليّات اللامرئّيّة”، بسبع قصائد هي: الأصائص منفى، نملة، ماذا لوكان كلّ هذا حلماً، يوم عابس، للماء ذاكرة، ارتبك البحر، يقول الزيت للماء. والجزء الثالث: التقيتُ بحاضري، بأربع قصائد هي: الأزرق واليابس، هل التقيت بالمستقبل؟، آخر الطلقات، أقول للشمس.
على قِصَرِها توزّعت قصائد “اصمُت لأراك” من حيث الشكل الإيقاعي بين ما عُرِفَ بقصيدة التفعيلة وما عُرِفَ بقصيدة النثر، وفي الحالتين حرصَ الشاعر على بناء نصوصه جماليا مراهنا على ما تختزنه اللغة في مفرداتها القاموسية واختبار تراكيبها من طاقة إيحائية بصيغها المجازية ومن توليد للصور المركب منها والبسيط عندما يرسم بالكلمات. وعلى الرغم من أنّ معطيات الواقع قد تدعو إلى اليأس إلّا أنّ النبرة الهادئة التي تسم القصائد بأشكالها كافة تجعل نزعة التحدي المتفائلة بليغةً في التعبير عن نفسها في “يوم عابس”:
كان العالمُ ممتلئاً بالفراغ
كُلّ الذينَ سألتُهمْ
ناولُوني إبرةً وخيوطًا
ومضَوا إلى شأنهمْ مسرعينَ
وحدها أمي فهمتْ
أنّ الإبرَ لا تخيطُ جراح القلب
ولذلك ابتسمتْ فابتسمتُ
وانجلت غيمةٌ عن عيني
أنا مثلها أعرفُ
أنّ الابتسامةَ لا تُكلّفُ شيئا
أنَّ الفمَ مشكاةٌ والابتسامةَ مصباح
ابتسم إلى أن يخجَل العالم من قبحهِ.
هذه المجموعة المكتوبة بتأنٍّ، مرجعيتُها الأوضح ثقافيّةٌ وإنْ كانت تدخلات الحياة حاسمة أحيانا لتخفيف سطوة المرجعية الثقافية، كما أن هذه المجموعة تطمح إلى أن تكون فاصلة في تجربة الشاعر التي تطمح بدورها إلى أن تكون مفصلية في تجربة الشعر التونسي. الطموح مشروع كما تؤكد الموهبة التي تعبّر عن نفسها بإيجاز وتكثيف، والطريق لبلورة هذا المشروع قد تبدو طويلة لكنها ليست وعرة.
تتوفر هذه المجموعة في العاصمة التونسية حاليا بمكتبة “بوسلامة” قرب باب بحر ، ولاحقا بمكتبة الكتاب في شارع الحبيب بورقيبة، وبثمن تسعة دنانير تونسية للنسخة الواحدة.