أبطال إفريقيا: لهذه الأسباب فشل الترجي في تحقيق الانتصار على أساك!

رغم حضور ما لا يقلّ عن 26.000 متفرّج من أحبّائه الذين لم يبخلوا على فريقهم بالتّشجيع والمؤازرة طوال اللّقاء، عجز ممثّل كرة القدم التّونسية في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التّرجّي الرياضي، عن إنجاز المطلوب في مباراة الذّهاب للدّور ربع النّهائي لهذه المسابقة القارّية التي جمعته خلال اللّيلة الماضية بالملعب الأولمبي حمّادي العقربي برادس بضيفه فريق أساك أبيدجان الإيفواري.
التّرجّي الرياضي اكتفى بالتّعادل 0-0 أمام منافس لعب بذكاء واستمات في الدّفاع عن حظوظه، في حين دفع التّرجّي ثمن غياب النّجاعة على مستوى أدائه.
سيطرة عقيمة
الأمر الواضح هو أنّ التّرجّي سيطر على مجرى اللّعب طوال المباراة وفرض ضغطا متواصلا على منافسه داخل مناطقه من بداية المواجهة إلى نهايتها. ووفق إحصائيات اللّقاء بلغت نسبة امتلاك الكرة من جانب التّرجّي 80.2%، مقابل 19.8% لفريق أساك.
كما حصل التّرجّي على 15 ضربة زاوية، مقابل ضربة زاوية واحدة للمنافس.
لكنّ سيطرة التّرجّي كانت عقيمة ولم يقدر الفريق على تسجيل ولو هدف واحد يجسّم به حجم اللّعب الذي صنعه، رغم أنّ جميع اللّاعبين كانوا على ذمّة الإطار الفنّي.
فرص ضائعة
رغم المجهودات التي بذلها اللّاعب غيلان الشّعلالي على مستوى التّمريرات والتّوزيعات الدّقيقة في اتّجاه المهاجمين، تسبّب التّسرّع وقلّة التّركيز أمام مرمى المنافس في حرمان التّرجّي الرياضي من تسجيل أهداف في هذا اللّقاء.
وقد تفنّن بعض لاعبي الفريق، وخاصّة المهاجم البرازيلي رودريغو رودريغاز، في إضاعة فرص كانت تبدو سانحة للتّسجيل.
نفس الأسلوب
طوال المواجهة، اعتمد التّرجّي الرياضي نفس الأسلوب، دون تنويع في العمليات، وذلك من خلال التّوغّل عبر الرّواقين ثمّ التّوزيع في اتّجاه مرمى المنافس. كما لجأ التّرجّي أحيانا إلى التّوزيعات في العمق من مسافات بعيدة في اتّجاه مرمى المنافس، عوض اعتماد الهجمة المركّزة… وربّما يعود ذلك أساسا إلى التّكتّل الدّفاعي لفريق أساك ميموزا وحسن تمركز لاعبيه فوق الميدان، واعتمادهم على طريقة الضّغط على حامل الكرة بصفة مستمرّة، دون أن يؤثّر ذلك سلبيّا على جاهزيتهم البدنية.
مردود متواضع
ما يلاحظ كذلك هو المردود المتواضع لجلّ لاعبي التّرجّي الرياضي، ونخصّ بالذّكر الظّهير الأيمن رائد بوشنيبة وقلب الدّفاع ياسين مرياح ومتوسّط الميدان حسام تقا وثلاثي الخطّ الأمامي يان ساس وآندري بوكيا ورودريغو رودريغاز.
إهدار
من جهة أخرى، ورغم حصول الفريق على عدّة مخالفات وعلى 15 ضربة زاوية بالتّمام والكمال، لم يتمكّن لاعبو التّرجّي الرياضي من استغلال الكرات الثّابتة على الوجه الأفضل لتجسيد سيطرتهم الميدانية الواضحة طوال اللّقاء، ليساهم إهدار الكرات الثّابتة بالتّالي في عدم تمكّن أبناء المدرّب ميغيل كاردوزو من الوصول إلى مرمى فريق أساك ميموزا.
حتمية التّدارك
ممثّل كرة القدم التّونسية في مسابقة دوري أبطال إفريقيا، التّرجّي الرياضي، يبقى أمام حتمية التّدارك في مباراة الإياب التي ستدور يوم السّبت القادم 6 أفريل. ورغم فشله في تحقيق الفوز في مباراة الذّهاب، وبالرّغم من صعوبة المهمّة في مواجهة الإياب بالكوت ديفوار، تبقى حظوظ التّرجّي الرياضي في التّأهّل إلى المربّع الذّهبي قائمة…
لكن لا بدّ للإطار الفنّي بقيادة البرتغالي ميغيل كاردوزو من الانكباب على معالجة النّقائص العديدة التي حرمت الفريق من تحقيق انتصار كان يبدو في المتناول في مباراة اللّيلة الماضية، والتّركيز الجيّد على الإعداد النّفسي والذّهني، ومراجعة الاختيارات الفنّية والتّكتيكية بشكل يساعد التّرجّي على قلب المعطيات لصالحه، والإطاحة بالمنافس في عقر داره في مباراة الإياب.
محمّد كمّون